يخطئ من يظن ان الفن مجرد وسيلة للتسلية او ترفيه بسيط يمارسه الاغنياء في اوقات فراغهم الفن اعمق من ذلك بكثير انه نبض الحضارات ومرآة الثقافات وعمود فقري لتطور المجتمعات على مر العصور كان الفن هو الشاهد الصامت على اعظم لحظات البشرية ومحركها الخفي نحو التقدم.
الفن لغة عالمية تتجاوز الحواجز الجغرافية واللغوية عبر لوحة او منحوتة او قطعة موسيقية يستطيع الفنان ان ينقل افكارا ومشاعر وتجارب انسانية لا يمكن للكلمات وحدها ان تصفها انه وسيلة للتعبير عن الذات الجمعية للشعوب وعن قيمها ومعتقداتها وتطلعاتها.
الفن يوثق التاريخ ويحفظ الذاكرة فقبل اختراع الكتابة كانت الرسوم على جدران الكهوف هي السجل الاول لحياة الانسان البدائي وحتى بعد ذلك ظل الفن يروي لنا قصص الملوك والحروب والانتصارات والهزائم انه مكتبة بصرية لا تفنى تحفظ لنا تفاصيل لم تستطع المخطوطات وحدها ان تستوعبها.
اضافة الى ذلك الفن الغنائي يغذي الروح وينمي الحس الجمالي يفتح مداركنا ويوسع افاقنا يجعلنا نرى العالم بمنظور مختلف اكثر عمقا وتأملا يشجع على التفكير النقدي وعلى طرح الاسئلة ويحث على الابداع والابتكار فكم من مبدع استلهم افكاره من عمل فني او من جمال طبيعي.
الفن ايضا عامل توحيد بين الشعوب والثقافات فكم من مرة تقاربت قلوب اناس مختلفين في المعتقدات والخلفيات بسبب قطعة موسيقية مؤثرة او عرض مسرحي راق او لوحة فنية عابرة للقارات الفن يخلق جسورا من التفاهم والتعاطف المشترك.
لذا فان الاستثمار في الفن ليس ترفا بل ضرورة حضارية هو استثمار في الوعي وفي الجمال وفي الهوية انه استثمار في الاجيال القادمة لكي يفهموا ماضيهم ويعبروا عن حاضرهم ويبنوا مستقبلهم بوعي وجمال لذلك يجب ان نعامل الفن ليس كخيار ثانوي بل كعنصر اساسي في نسيج حياتنا وثقافتنا.
الفن لغة عالمية ووعاء للذاكرة
الفن لغة كونية تتجاوز حواجز الجغرافيا واللغة. عبر لوحة أو منحوتة، أو بكلمات أغنية تعانق الألحان، يستطيع الفنان أن ينقل أفكارا ومشاعر وتجارب إنسانية لا يمكن للكلمات وحدها أن تصفها. إنه وسيلة فريدة للتعبير عن الذات الجمعية للشعوب، عن قيمها ومعتقداتها، وعن تطلعاتها للمستقبل.
عندما نتأمل في فنون الحضارات القديمة، مثل النقوش الفرعونية أو التماثيل اليونانية، لا نرى مجرد أعمال إبداعية، بل نرى تجسيدا لحضارات بلغت أوج عظمتها. الفن لم يكن هامشيا في حياتهم؛ بل كان جوهرا، جزءا لا يتجزأ من طقوسهم الدينية، وقصصهم التاريخية التي أرادوا أن يخلدوها للأجيال القادمة. الغناء على وجه الخصوص، كان ولا يزال، وسيلة قوية لتوثيق الأحداث، سرد الحكايات، وتمرير الحكم والأمثال الشعبية من جيل إلى جيل. إنه الذاكرة الصوتية للأمم، يحفظ لنا تفاصيل لم تستطع المخطوطات وحدها أن تستوعبها.
الغناء: نبض الروح ومرآة المجتمع
الغناء، كشكل فني فريد، له قدرة هائلة على تحريك المشاعر وتوحيد القلوب. من الأناشيد الوطنية التي تغرس الانتماء، إلى الأغاني الشعبية التي تروي قصص الحياة اليومية، وصولا إلى التراتيل الدينية التي تسمو بالروح؛ الغناء يعكس جوانب متعددة من حياة الإنسان والمجتمع. إنه ليس مجرد أصوات جميلة وألحان عذبة، بل هو تعبير عن الهوية الثقافية، عن الفرح والألم، عن الأمل والتحدي.
يغذي الغناء الروح وينمي الحس الجمالي، يفتح مداركنا ويوسع آفاقنا، ويجعلنا نرى العالم بمنظور مختلف، أكثر عمقا وتأملا. هو يشجع على التفكير النقدي، وعلى طرح الأسئلة، ويحث على الإبداع والابتكار. كم من مرة ألهمت أغنية واحدة فردا أو جماعة على التغيير، أو على المضي قدما نحو تحقيق حلم!
الفن والغناء: جسور للتواصل والوحدة
الفن والغناء يعملان كعاملين مهمين للوحدة بين الشعوب والثقافات. كم من مرة تقاربت قلوب أناس مختلفين في المعتقدات والخلفيات بسبب قطعة موسيقية مؤثرة أو أغنية وطنية تشدو بقيم مشتركة؟ الفن يخلق جسورا من التفاهم والتعاطف المشترك، ويبرز الإنسانية التي تجمعنا رغم اختلافاتنا.
لذا، فإن الاستثمار في الفن والغناء ليس ترفا، بل ضرورة حضارية. هو استثمار في الوعي، وفي الجمال، وفي الهوية. إنه استثمار في الأجيال القادمة لكي تفهم ماضيها، وتعبر عن حاضرها، وتبني مستقبلها بوعي وجمال. لذلك، يجب أن نتعامل مع الفن والغناء ليس كخيار ثانوي، بل كعناصر أساسية لا غنى عنها في نسيج حياتنا وثقافتنا.
بقلم الفنان احمد احمديوسف